بعد أن أعلنت وزارة الداخلية قرار الحجر الصحي  منذ الجمعة 19 مارس 2020، وكغيره من الأقاليم يسعى اقليم بوجدور  إلى التنزيل المحكم والفعال لكل الاجراءات الاحترازية التي اعتمدتها البلاد تماشيا مع تعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي أعطى تعليماته السديدة بإحداث صندوق لتدبير ومواجهة فيروس كورونا، كما أمر القوات المسلحة الملكية بتوظيف الوسائل المتوفرة للطب العسكري لمواجهة هذا الوباء.

اقليم بوجدور  الذي يضم ثلاث جماعات قروية وجماعة حضرية  مختلفة التضاريس تجعله اقليما ذو خصوصية ، إلا أن الثقة المولوية السامية التي حظي بها إبراهيم بن إبراهيم بتعيينه عاملا لإقليم يوجدور ، ما كانت لتخيب، فتدبيره الناجح للإقليم وخصوصا وقت الأزمات، ستجعله يكسب الرهان ويوصل البوجدوريين إلى بر السلامة، بالانخراط الايجابي الذي أبانه رجال السلطة بمختلف مراتبهم، والمنتخبين، وفعاليات المجتمع المدني والمواطنين أنفسهم.

فبعد الاجتماعات المكثفة التي عقدها عامل الاقليم مع بداية الوباء بالمملكة مع رجال السلطة والأمن ورؤساء الجماعات وقطاعات الصحة والتعليم والتعاون الوطني وكل المعنيين، تمخضت عن وضع خطة عمل، واحداث اللجنة الاقليمية لليقظة والتنسيق لمواجهة هذا الوباء ، لتنطلق عملية اليقظة الموسعة شملت كل الاقليم، من حملات تطهير الشوارع والأزقة والادارات، والحملات التحسيسية بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني ، ودعم الأسر المعوزة.. كما قامت السلطات المحلية بتسليم رخصة التنقل الاستثنائية للمواطنين، وفي هذا الاطار أعطى عامل الاقليم توجيهاته بتربيع الأحياء المكتظة بكل الاقليم.

وللسهر على التطبيق الأمثل لكل تلك التدابير الاستباقية والتزام المواطنين بتقييد الحركة والبقاء في المنازل اضافة إلى مراقبة توفر المواد الغذائية الأساسية وعدم ارتفاع أثمنتها وتوفير صيدليات المناوبة، خرج عامل الاقليم شخصيا في زيارات تفقدية موازاة مع الزيارات التفقدية التي تقوم بها لجان اليقظة الاقليمية والمحلية.

كل ما سلف من عمليات واجراءات جعلت بوجدور قلعة حصينة في وجه كورونا، هي أربع حالات التي سجلت بالإقليم في البداية ، تم نقلهم فورا للمستشفى الجهوي الحسن بالمهدي بالعيون لتقي العلاج حيث تعافو من وباء كورونا بشكل كلي ، ليبقى الاقليم معافى وغير مسجل لأية حالة اصابة جديدة لحدود الساعة.

ولضمان بقاء الحال كما هو عليه، أحاط عامل الاقليم مدينة بوجدور بقبضة فولاذية، هي حواجز أمنية قارة بكل المداخل الرئيسية للإقليم، تضم رجال السلطة وأعوانها، والأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة، لضبط حركات المرور والولوج للإقليم، خاصة الشاحنات الوافدة من خارج الإقليم .

وتواص اللجنة الإقليمية لليقظة أشغالها بكل أحياء المدينة، لإلزام الساكنة التقيد والامتثال لضوابط ومقومات الحجر الصحي، والبقاء في منازلهم إلا للضرورة القصوى، وزجر المخالفين لتدابير حالة الطوارئ الصحية، لتفادي كل ما سيؤثر سلبا على سلامة وصحة المواطنين والحد من انتشار فيروس كورونا.

اللجنة الاقليمية لليقظة والتنسيق التي يترأسها عامل الاقليم، تنوه بالعمل الجبار الذي قامت و تقوم به الهيئات الساهرة على ضبط ومواكبة تنفيذ الحجر الصحي وتقييد الحركة من سلطات محلية ومصالح أمنية ومنتخبين وفعاليات المجتمع المدني بكل الاقليم.

الحواجز الأمنية بمداخل الاقليم أثبتت نجاعتها، والرؤية الصائبة لعامل الاقليم، حيث تمكنت من ضبط عدد من الاشخاص القادمين من بعض المدن ، وفق مصادر عليمة، وتم توقيفهم واتخاذ المتعين في حقهم .

الصرامة والتشديد في مراقبة تطبيق اجراءات الحجر الصحي، وزجر المخالفين كفيل بردع كل من يحاول مخالفة تدابير الحجر الصحي، المعول نجاحه على الانخراط الايجابي للمواطنين بكل وعي ومسؤولية، لتروي الأجيال القادمة كيف نجحت بوجدور الشامخة في البقاء حصنا منيعا أمام كورونا التي لم تظفر بأي من أبنائها .