النهار24 : رحال الأنصاري.
في مشهد يعكس حرص الدولة المغربية على تعزيز الإدماج الاجتماعي عبر بوابة التعليم، قام السيد عيدة بوكنين، المدير بالنيابة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، بزيارة تفقدية لمركز امتحان الباكالوريا داخل السجن المحلي أيت ملول 1، وذلك يوم الخميس 29 ماي 2025.
الزيارة التي تندرج ضمن برنامج تتبع سير امتحانات الدورة العادية لنيل شهادة الباكالوريا، شارك فيها أيضًا المدير الإقليمي لإنزكان أيت ملول، ومدير المؤسسة السجنية، ورئيس مركز الامتحان، ومراقب جودة الإجراء، وعدد من الأطر الإدارية والتربوية.
تنسيق محكم من أجل تكافؤ الفرص
جاءت هذه الجولة الميدانية للوقوف على ظروف تنظيم الامتحانات لفائدة نزلاء المؤسسة، في بيئة خاصة تفرض إجراءات دقيقة تضمن من جهة صرامة التنظيم، ومن جهة أخرى، احترام حقوق المترشحين وتوفير مناخ نفسي وبيداغوجي ملائم.
وثمّن السيد بوكنين خلال الزيارة جهود كافة الأطراف المتدخلة، من أطر السجن والأكاديمية، التي ساهمت في إنجاح هذه المحطة الوطنية داخل فضاء غير اعتيادي، معتبرًا أن توفير فرص التعليم للنزلاء هو استثمار في إعادة التأهيل وبناء جسور الأمل للمستقبل.
176 مترشحًا بالسجون: أرقام تعكس وعيًا متزايدًا
وبحسب إحصائيات الأكاديمية الجهوية، بلغ عدد المترشحين لاجتياز الباكالوريا داخل المؤسسات السجنية بجهة سوس ماسة خلال هذه الدورة 176 مترشحًا ومترشحة، يتوزعون على كل من السجن المحلي بأيت ملول والسجن المحلي بتزنيت.
هذه الأرقام تعكس وعيًا متزايدًا في صفوف النزلاء بأهمية التعليم كوسيلة لتغيير المسار الحياتي، وتعبر عن فعالية البرامج التربوية الموجهة نحو إعادة الإدماج داخل المؤسسات الإصلاحية.
التعليم كرافعة للإدماج
لا شك أن تنظيم امتحانات الباكالوريا خلف القضبان يرسّخ رؤية متقدمة لمفهوم العقوبة، حيث لا تقتصر على الردع، بل تتجاوزه إلى التكوين والتمكين، وهو ما يجعل من المدرسة العمومية المغربية فاعلًا رئيسيًا في دينامية الإصلاح وإعادة الإدماج.




















