النهار24.
في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية على جبهة البوليساريو، كشفت مصادر مطلعة عن تعرض زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، لتوبيخ شديد من قِبل النظام العسكري الجزائري، الذي بات يفرض عليه أوامر مباشرة لإحراج الأمم المتحدة وتحريك ورقة حقوق الإنسان كلما اشتدت العزلة الدبلوماسية على الانفصاليين.
وفي محاولة للهروب إلى الأمام، خرج غالي اليوم بتصريح يحاول فيه تحميل الأمم المتحدة مسؤولية “حماية المواطنين العزل”، في إشارة إلى ساكنة مخيمات تندوف، داعيًا الهيئة الأممية إلى “الإسراع في تنفيذ التزاماتها بتصفية الاستعمار”، متجاهلًا الواقع المتغير على الأرض والشرعية الدولية التي باتت تنحو بوضوح نحو مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي وذي مصداقية.
مصادر متابعة تؤكد أن خطاب غالي لم يكن سوى صدى لتوجيهات الجنرالات الجزائريين الذين يعيشون ارتباكًا متزايدًا بعد الضغوط الغربية على خلفية أنشطة الجبهة في الساحل، وعلاقاتها الغامضة مع شبكات التهريب والجماعات المسلحة. ولم يعد سرًا أن الجزائر أصبحت تستخدم البوليساريو كورقة ضغط، حتى لو كلفها ذلك عزلها إقليميًا أو إدخال الجبهة في خانة الحركات المزعزعة للاستقرار.
وباتت قيادة البوليساريو اليوم أمام مفترق طرق حقيقي: إما الانخراط في حل سياسي واقعي عبر مقترح الحكم الذاتي، أو مواجهة خطر التصنيف كحركة انفصالية مسلحة بارتباطات مشبوهة، ما قد يؤدي إلى تصنيفها كمنظمة إرهابية.
